بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة التي خطبها في الكوفة المعروفة " بخطبة البيان " ذكرنا أصحها وقد ذكر فيها أصحاب القائم عجل الله فرجه .
حدثنا محمد بن أحمد الأنباري ، قال حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قاضي الري ، قال : حدثنا طوق بن مالك عن أبيه عن جده ، عن عبد الله ابن مسعود رفعه إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لما تولى الخلافة أتى إلى الكوفة ، فرقى جامعها وخطب الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بديع السماوات و فاطرها ، و باسط الأرض و عامرها ، و ساطع المدحيات و قادرها ، و مؤيد الجبال و ساغرها ، و مفجر العيون و باقرها ، و مرسل الريح و زاجرها ، و مانع القواصف و آمرها ، و مزين السماء و زاهرها ، و مدير الأفلاك و مسيرها ، و مظهر البدور و نائبها ، و مسخر السحاب و ماطرها ، و مقسم المنازل و مقدرها ، مدلج الحنادس و عاكرها ، و محدث الأجسام و قاهرها ، و منشيء السحاب و مسخرها ، و مكور الدهور ، و مكور هامورد الأمور و مصدرها ، و ضامن الأرزاق و مديرها ، و منشيء الرفات و منشرها احمده على آلائه و توافرها ، و اشكره على نعمائه و توافرها ، و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . شهادة تؤدي الإسلام ذاكرها ، و يؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها ، واشهد إن محمداً عبده الخاتم لما سبق من الرسالة و فاخرها ، و رسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة و ناشرها . أرسله إلى امة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها ، و تغطمطت بظلالة دعاة الصلبان ماهرها ، و فخر بعمل الشيطان فاخرها ، و هداها عن لسان قول العصيان طائرها ، و الم بزخرف الجهالات و الضلالات سوء ما كرها . فأبلغ رسول الله في النصيحة و ساحرها و محا بالقرآن دعوة الشيطان و دامرها ، و أرغم مغاطس جهال العرب وأكابرها . حتى أصبحت دعوته بالحق بنق ثامرها ، و استقامت به دعوة العليا و طابت عناصرها.
أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات ، أنا مبين الآيات ، أنا سفينة النجاة ، أنا سر الخفيات ، أنا صاحب البينات ، أنا مغيض الفرات ، أنا معرب التوراة ، أنا المؤلف للشقات ، أنا مظهر المعجزات ، أنا مكلم الأموات ، أنا مفجر الكريات ، أنا محلل المشكلات ، أنا مزيل الشبهات ، أنا مزيل المهمات ، أنا آية المختار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا الظاهر علي حيدر الكرار ، أنا الوارث علم المختار ، أنا مبيد الكفار ، أنا أبو الائمة الأطهار، ، أنا قمر السرطان ، أنا شعر الزيرقان ، أنا أسد الشرة ، أنا سعد الزهرة ، أنا مشتري الكوكب ، أنا زحل الثواقب ، أنا عين الشرطين ، أنا عنق السبطين ، أنا حمل الإكليل ، أنا عطارد التعطيل ، أنا قوس العراك ، أنا فرقد السماك ، أنا مريخ الفرقان ، أنا عين الميزان ، أنا ذخيرة الشكور ، أنا مصحح الزبور ، أنا مؤمل التأويل ، أنا مصحف الإنجيل ، أنا فصل الخطاب ، أنا لم الكتاب ، أنا منجد البررة ، أنا صاحب البقرة ، أنا مثقل الميزان ، أنا صفوة آل عمران ، أنا علم الأعلام ، أنا جملة الأنعام ، أنا خامس أهل الكساء ، أنا تبيان النساء ، أنا صاحب الاعراف ، أنا مبيد الأسلاف ، أنا مدير الكرم ، أنا توبة الندم ، أنا الصاد والميم ، أنا سر إبراهيم ، أنا محكم الرعد ، أنا سعادة لمجد ، أنا علانية المعبود ، أنا مستنبط هودا ، أنا نحلة الخليل ، أنا أية بني إسرائيل ، أنا مخاطب الكهف ، أنا محبوب الصحف أنا الطريق الاقوم ، أنا موضع مريم ، السورة لمن تلاها ، أنا آل طه ، أنا ولي الأصفياء ، أنا الظاهر مع النبي ، أنا مكرر الفرقان ، أنا آلاء الرحمن ، أنا محكم الطواسين ، أنا أمام آل ياسين ، أنا حاء الحوا ميم ، أنا قسم الم ، أنا سائق الزمر ، أنا آية القمر ، أنا راقب المرصاد ، أنا ترجمة صاد ، أنا صاحب الطور ، أنا باطن السرور ، عتيد قاف ، أنا قارع الأحقاف ، أنا مرتب الصافات ، أنا سورة الواقعة ، أنا العاديات و القارعة ،أنا نون و القلم ، أنا مصباح الظلم ، أنا مؤل القرآن ، أنا مبين البيان ، أنا صاحب الأديان ، أنا ساقي العشان ، أنا عقد الأيمان ، أنا قسم الجنان ، أنا كيوان الامكان ، أنا تبيان الامتحان ، أنا الأمان من النيران ، أنا حجة الله على الانس و الجان ، أنا أبو الائمة الأطهار ، أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان .
قال : فقام إليه مالك الاشتر فقال : متى يقوم هذا القائم من ولدك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
إذا زهق الباطل ، و خفت الحقايق ، و لحق اللاحق ، و ثقلت الظهور ، و تقاربت الأمور ، وحجت النشور ، و راغم المالك ، و سلك السالك ، و هلك الهالك ، و عمت الغنوات ، و بغت العشيرات ، و كثرت الغمرات ، و قصر الأمد ، و دهش العدد ، و هاجت الوساوس ، و غيطل العساس ، و ماجت الأمواج ، و ضعف الحاج ، و اشتد الغرام ، و ازدلف الخصام ، و اختلفت العرب ، و اشتد الطلب ، و نكص الهرب ، و طلبت الديون ، و ذرقت العيون ، و اغبن المغبون ، و شاط النشاط ، و حاط الهياط ، و عجز المطاع ، و اظلم الشعار ، و صمت الأسماع ، و ذهب العفاف ، و سجسج الأنصاف ، و استحوذ الشيطان ، و عظم العصيان ، و حكمت النسوان ، و قد حث الحوادث ، و نفثت النوافث ، و هجم الواثب ، و اختلف الأهواء ، و عظم البلوى ، و اشتد الشكوى ، و استمر الدعوا ، و قرض القارض ، و لمض الملامض ، و تلاحم الشداد ، و نقل الملحاد ، و عجت الفلاة ، و عجعج الولاة ،و فضل الباذخ ، و عمل الناسخ ، و زلزلت الأرض ، و عطل الفرض ، و كتمت الأمانة ، و بدت الخيانة ، و خشيت الصيانة ، و اشتد الغيض، و أراع الفيض ، و قام الأدعياء ، و قعد الاولياء ، و خبثت الأغنياء ، و نالوا الأشقياء ، و مالت الجبال و أشكل الأشكال ، و شيع الكربال ، و منع الكمال ، و ساهم الثحيح ، و منع الفليح ، و كفكفت الترويج ، و خدخد البلوع ، و تكلكل الهلوع ، و فدفد المذعور ، و ندند الديجور ، و نكس المنشور ، و عبس . أأنت حاضر ماذكرت وعالم بما أخبرت ؟ قال : فالتفت إليه الإمام عليه السلام :
و كشكش الهموس ، و اجلب الناموس ، و دعدع الشقيق ، و جرثم الأنيق ، و نور الأفيق ، و اذاد الذائد ، و ذا الرايد ، و جد الجدود ، و مد المدود ، و كد الكدود ، و حد الحدود ، و ظل الضليل ، و علعل العليل ، وفضل الفضيل ، وشتت الشقات ، وشمت الشمات ، و كد الهرم ، وقضم القضم ، و سدم السدم ، و بار الراهب ، و داب الدائب ، ونجم الثاقب ، و رود القرآن ، و احمر الديران ، وسدس الشيطان ، و ربع الزبرقان ، و ثلث الحمل ، و ساهم زحل ، و أفل الفرار ، و أكثر الزخار ، و انبت الاقدار ، و كملت العشرة ، و سدس الزهرة ، و غمرت الغمرة ، و طهرت الأفاطس ، و توهم الكساكس ، و تقدمتهم النفايس ، فيكدحون الحراثر ، و يملكون الجراثر ، و يحدثون في كيسان ، و يخربون خرسان ، و يصرفون الجيشان ، و يهدمو الحصون ، و يظهرون المصون ، و يقتطفون الغصون ، و يفتحون العراق ، و يأججون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان عليه السلام .
ثم جلس عليه السلام اعلام قاه من المنبر و قال : آه ثم آه لتعريض الشفاه ، و ذيول الأفواه .
قال : ثم ألتفت يميناً و شمالا و نظر إلى بطون العرب و سادتهم و وجوه أهل الكوفة بل كبار القبائين يديه و هم صموت كأن على رؤسهم الطير فتنفس الصعداء ، و ان كمداً و تململ حزناً و سكت هنيئة فقال إليه سويد ابن نوفل و هو كالمستهز ، و هو من سادات الخوارج .
فقال : يا أمير المؤمنين ورمقة بعينه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة كأن نزلت به نازلة فمات من وقته وساعته فأخرجوه من المسجد وقد تقطع ارباً اربا .
فقال عليه السلام : أبمثلي يستهزه المستهزون أم علي يتعرض المتعرضون أو يليق لمثلي أن يتكم بما لا يعلم ويدعي ما لبس له بحق هلك والله البطلون وايم الله لو شئت ما تركت عليها من كافر بالله ولا منافق برسوله ولا مكذباً بوصية وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون . قال فقام إليه صعصعة بن صوحان و ميتم و إبراهيم بن مالك الاشتر و عمر بن صالح فقالوا : يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان ؟ فان قولك يحيي قلوبنا و يزيد في إيماننا ؟ فقال : حباً و كرامة ثم نهض عليه السلام قائما و خطب خطبة بليغة تشوق إلى الجنة و نعيمها و تحذر من النار و جحيمها ثم قال عليه السلام :
أيها الناس : أني سمعت أخي رسول الله (ص) يقول : نجتمع في أمتي ماءة خصلة لم نجتمع في غيرها . فقامت العلماء و الفضلاء يقبلون بواطن قديمه ثم حمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه و قال : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالامر من ذرية ولدي الحسين و إلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة ، و اتبعوا الشهوات ، و قلت الأمانات ، و كثر الخيانات ، و شربوا القهوات ، و استهتروا بشتم الآباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات ، و جعلوها مجالس الطعامات ، و اكنروا من السيئات ، و قللوا من الحسنات ، و عوصرت السماوات فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ، و الولد غيضا ، و تكون لأهل وجوه ذلك الزمان لهم وجوه جملية و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه ، و من عامهم ظلموه وجوهم وجوه الآدميين ، و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر ، و أنتن من الجيفة , و أنجس من الكلب ، و أروغ من الثعلب ، و أطمع من الأشعب ، و ألزق من الجرب ، و لا ينتاهون عن منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك ، و إن آمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم اغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضمتهم شتموك سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا ، و الخمر ، و الملاطات ، و الطرب ، و الغناء الفقير بينهم ذليل حقير المؤمن ضعيف صغير ، و العلم عندهم وضيع ، والفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك ، و القوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ، و لا ينهون عن المنكر الغني عندهم دولة ، و الأمانة مغنمة ، و الزكاة عندهم مغرما ، و يطيع الرجل زوجته ، و يعصي والديه و يجفوهما ، و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، يتعاملون بالسحت و الرياء ، و يعتار على العلماء ، و يكثر ما بينهم سفك الدماء قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرآة بالمرآة ، و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر ، و تكتفي الرجال بالرجال ، و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون ألامرأة مستولية زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزه ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة ، و تبطل الإحكام ، و تحبط الإسلام ، و تظهر دولة الأشرار ، و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصابغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعة فتقل المكاسب ، و تضيق المطالب ، و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد ، و يقل الرشاد فعندها تسود الضمائر ، و يحكم عليهم ساطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر ، و قلوبهم أنتن من الجيفة فإذا كان كذلك ماتت العلماء ، و فسدت القلوب ، و كثرت الذنوب ، و تهجر المصاحف ، و تخرب المساجد ، و تطول الآمال ، و تقل الأعمار ، و تبني الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظايم النازلات فعندما لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها بشيء ، و لا تقبل صلاته لان نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ، و كيف يحتال على المسلمين ، و يطلبون الرياسة للتفاخر ، و المظالم و يضيق على مساجدهم الأماكن و يحكم فيهم المتآلف و يجوز بعضهم على بعض و يقتل بعضهم بعضاً عدواة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المسجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر ، و برع سفهاؤهم و يملك المال مالا يملكه كان له بأهل لكع من أولاد اللكوع و تضع الرؤساء دوما لمن لا يستحقها ، و يضيف الذرع و يفسد الزرع ، و يفشوا البدع ، و تظهر الفتن كلامهم فحش ، و فعلهم خبث و هم ظلمة غشمة ، و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون ، و قضاتهم بمالا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون من كان عنده مرفوعاً ، و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع و الفقير مهجور و مبغوض ، و الغنى محبوب ومحضوض ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب وينكس الله منهم الرؤس ، و يعمي منهم القلوب التي في الصدور أكلهم سمن الطيور ،والطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير يستحلون الربا والشبهات ،و يتعارضون المشهادات يرائون بالإعمال قصراء الآجال لا يمضي عندهم الا من كان نماما يجعلون الحلال حراما أفعالهم منكرات وقلوبهم مختلفات يقداسون فيما بينهم بالباطل ، و لا يقناهون عن منكر فعلوه تخاف أخبارهم أشراهم يتوازون في غير ذكر الله تعالى يهتكون فيما بينهم بالمحارم لا يتعاطون بل يتدابروا ، إن رأر صالحاً ردوه ، و إن رأو نماما استقبلوه ، و من أساءهم يعظمون ،و تكاثر أولاد الزنا ، و لأباه فرحين بما يروا من أولاد القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها ، و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا وعرضاً لم تهمه و لا يسمع ما قبل فيها من الكلام الردى فذاك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ولا عدلا حذاراً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام وصلى سعيراً في يوم القيام وفي ذلك يصلنون بشتم الآباء والأمهات وتذل السادات وتعلموا الأنباط وتكثر الاحتياط فما اقل أخوة في الله تعالى ونقل الدراهم الحلال وترجع الناس إلى شر حال فعندما تدور دول الشياطين وتتواثب على اضعف المساكين وثوب الفهد إلى فريسته ويشح الغني بما في يديه ويبيع الفقير أخوته بدنياه فيا ويل للفقير وما يحل به من الخسران والذل والهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهلة وسيطلبون ما لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير و في أخرها السفياني و الشامي و انتم سبع طبقات :
الطبقة الأولى (*) : أهل تنكيل وقسوة إلى السبعين من الهجرة .
و الطبقة الثانية : أهل تبار وتعاطف إلى المائتين من الهجرة.
و الطبقة الثالثة : أهل تزاور وتقاطع إلى الخمس مائه و خمسون سنة من الهجرة.
و الطبقة الرابعة : أهل تكالب وتحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة .
______________________
(*) فالطبقة الأولى وفيها مزيداً التقوى الى سبعين سنة الهجرة .
والطبقة الخامس : أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة .
الطبقة السادسة : أهل الفروج و السرج و تكالب الأعداء وظهور أهل الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة .
والطبقة السابعة : فيهم أهل خيل وعدد و حرب و مكر و خدع و فسوق و تدابر و تقاطع و تباغض و الملاهي العظام و المغاني الحرام و الأمور والمشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور وفيها يظهر الملعون من واد الميثوم و فيها انكشاف الستر والبروج إلى إن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله عليه .
قال: فقامت إليه سادات أهل الكوفة وأكابر العرب و قالوا :
يا أمير المؤمنين بين لنا و بين الناس أوان هذه الفتن والمظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت قلوبنا أن تنفطر وأرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا فوا أسفاه على فراقنا إياك فلا والله فيك سوءاً ومكروها ً.
فقال علي (ع) : قضى الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت قال فلم يبق أحد إلا وبكى لذلك قال ثم إن علي عليه السلام قال :
ألا وان تدارك الفتن بعدما نبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغير و موت أحمر ألا يا ويل بيت نبيكم و شرفائكم من غلاء وجوع ونقر و وجل حتى يكونوا في أسوه حال بين الناس ألا و إن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها و لا تلبى فيها دعوة ثم لا خير الحياة بعد ذلك و انه يتولى عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه و من أطاعهم أحبوه ألا أن أول من بلي من أمركم بنوا أمية تملك من بعدهم من ملوك بني العباس فكم منهم من مقتول و مسلوب ثم أنه (ع) قال :
آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه و ما يحل فيهم من الشفياني في ذلك الزمان يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة و ليوث قشاعمة أول اسمه "ش" ذا خروج الغلام الأشر أتى البصرة فيقتل ساداتهم و يسبي حريهما فاني لا اعرف بها كم و قعة تحدث بها و قعات و تكون بها و قعات بين تلول و آكام فيقتل بهم اسم و يستعبدنها صنم ثم سير فلا يرجع يعلو الصياح و يقتحم بعضها بعضاً فيا ويل لكوفانكم من نزوله بدار يملك حربكم و يذبح أطفالكم و يهتك نساءكم عمره طويل وشره غزير رجاله ضر أغمة وتكون وله وقعة عظيمة الا وأنها فتن يهلك فبها المنافقون و القاسطون و الذين فسقواني دين الله تعالى و بلاده و لبسوا الباطل على جادة عبادة فكأني بهم قد قتلوا أقواما تخاف الناس أصواتهم و تخاف شرهم من رجل مقتول و بطل مجندل يهابهم قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها أخرها ألا وان لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر ألا وان السفياني بدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم ألا ويل المئتفكة وما يحل بها من سيف مسلوم وقتيل وحومة مهتوكة ثم ياقي إلى الزوراء الظالم أهلها فحيول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها واغلب سلطنها . ثم قال:
الويل للديلم وأهل ساهون و عجم لا يفقرن تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائره الحروب قاسية قلوبهم سود ضمايرهم الويل ثم الويل لبلد يدخلونها و ارض يسكنونها خيرهم طامس و شرهم لامس صغيرهم أكثرهما من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب و يكثر فيهم بينهم الضراب و تصحبها الا كراد و أهل الجبل و سائر البلدان و تضاعف إليهم اكراد همدان و وعتززة و عدنان حتى يلحقوا بأرض الاعجام من ناحية خرسان فيحلون قريبا من قزوين و سمر و كاشان فيقتلونهم السادات من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز يا ويل لأهل الجبال و ما يحل فيها من الأعراب ألا يا ويل لأهل هرمز و قلهات و ما يحل بها من الآفات من أهل الطراطر المذهبات و يا ويل لأهل عمان و ما يحل بها من الذل و لهوان و كم وقعة فيها من الإعراب فتنقطع منهم الأسباب فيقتل فيهما الرجال و تسبى فيهما الحريم ويل لأهل أول مع صابون من الكافر الملعون يذبح رجالهم و يستحي نساءهم و إني لأعرف بها عشر وقعة : الأولى بين القلعتين و الثانية في الصليب و الثالثة في الجنبية الرابعة عند نوبا و الخامسة عند أهل عراد و أكراد و السادسة في أوكر خارقان و الكليا و في سار وبين الجبلين وبئر حنين و يمين الكثيب و ذروة الجبل و يمين شجرات النبق . ألا يا ويل للكبيس و ذكوان و ما يحل بها من الذل و الهوان من الجوع و الغلاء و الويل لأهل خرسان و ما يحل بها من الذي لا يطاق و يا ويل للري و ما يحل من القتل العظيم و سبي الحريم و ذبح الأطفال وأعدام الرجال و يا ويل لبلدان السند و الهند و ما يحل بها من القتل و الذبح و الخراب في ذلك الزمان فيا ويل لجزيرة قيس من رجل مخيف ينزل بها هو و من معه فيقتل جميع من فيها و يفتك بأهلها و أني لأعرف بها خمس وقعات عظام فأول وقعة منها على ساحل بحرها قريب من برها و الثانية مقابلة كوشا و الثالثة من قربها الغربي و الرابعة بين الزويتين والخامسة مقابل برها ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية و مكان فتؤخذ كبارها و تسبي صغارها و أني لأعرف بها سبعة و قعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قربها الشمالي تسمى سماهيج و الثانية تكون في القاطع و بين النهرين عن يمين البلد وقربها الشمالي الغربي و بين الايلة و المسجد و بين الجبل العالي و بين التلتين المعروفة بجبل ( حبوة ) ثم مقتل الكرخ بين و الجادة و بين شجرات النبق المعروفة بالسديرات بجانب شطر الماجي ثم الخورتين وهي شايعة الطامة الكبرى وعلامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته وهو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكها فتغير العرب عليه فتقتل الرجال و تنهب الأموال فتخرج بعد ذلك العجم على العرب و يتبعوهم إلى بلاد الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا فأولها وقعة بالبطحاء و وقعة بالدورة و وقعة بالصفصف و وقعة بدارين و وقعة بسوق الجزارين و وقعة بالجرار و وقعة بالمدرس و وقعة بتاروة ألاياويل لهجر و ما يحل بها مما يلي سورها من ناحية الكرخ و وقعة عظيمة بالقطر تحت التل المعروف بالحسيني ثم بالأراكة ثم بأم خنورة ألا يا ويل نجد وما يحل بها القحط والغلاء واني لا عرف بها وقعات عظام بين المسلمين ألا يا ويل البصرة و ما يحل بها من الطاعون ومن الفتن يتبع بعضها بعضاً واني لا عرف وقعات عظام بواسط و وقعات مختلفات بين الشط والمجيبة و وقعات بين العوينات ألا يا ويل بغداد من الري من موت و قتل وخوف يشمل أهل العرق إذا جل فيها بينهم السف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتسلطت العرب و دبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم على العرب ويملكون البصرة ألا ويل لفسطين وما حل بها من الفتن التي لا تطاق ألا ويل لأهل الدنيا وما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان وجميع البلدان الغرب والشرق والجنوب والشمال ألا وانه تركب الناس بعضهم على تتواثب عليهم الحرب الدائمة وذلك بما قدمت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد ثم انه (ع) قال لا تفرحوا بالخلوع من ولد العباس يعني المقتدر فانه أول علامة التغير ألا واني أعرف ملوكهم من هذا الوقت إلى ذلك الزمان فقالوا له : يا أمير المؤمنين بين لنا أسماءهم ؟ فقال أولهم الشامخ فهو الشيخ والسهم المارد و المثير العجاج الصقور و المقتول بين الستور و صاحب الجيش العظيم و المشهور ببأسه و المحشو من بطن السباع و المقتول في الحرم و الهارب إلى بلاد الروم و صاحب الفتنة الدهماء و المكبوب رأسه بالسوق و الملاحق المؤتمن و الشيخ المكتوب الذي ينهزم إلى نينوى و في رجعته يقتل رجل من ولد العباس و مالك الأرض بمصر و ماحي الاسم و السباع الفتان و الدنيار و الدناح الأملح و الثاني الشيخ الكبير الأصلع الرأس و النفاض المرتعد و المدل بالفروسة و اللسين الهجين و الطويل العمر و الرضاع لأهله و المارق للزور و الابرش الاثلم و بناء القصور و رقيم الأمور و الشيخ الرهيج و المنقول من بلد إلى بلد الكافر المالك لرقاب المسلمين ضعيف البصر و قليل العمر الا وان بعده تحل المصائب و كأني بالفتن و قد أقبلت من كل مكان كقطع الميل المظلم . ثم قال (ع) : معاشر الناس لا تكشفوا في قولي هذا فأني ما أدعيت و لا تكلمت زوراً و لا أنبئكم إلا بما علمني رسول الله صلى الله عليه و آله و لقد أودعني مسالة ألف باب من العلم و يتفرع من كل باب مائة ألف باب و أنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا موافيتها إذا و فعتم في الفتن مع قلة أعصابكم فيا كثرة فتنكم و خبث زمانكم وخيانة أحكامكم و ظلم قضاتكم و كلابة تجاركم و شحة ملوككم و فشي أسراركم و ما تنحل أجسامكم و تطول آمالكم و كثرة شكواكم و يا قلة معرفتكم و ذلة فقيركم و تكبر أغنياءكم وقلة رحماءكم إنا الله إليه راجعون من أهل ذلك الزمان تحل فيهم المصائب ولا يتعضون بالنوائب و لقد خالط الشيطان أبدانهم و ولج دمائهم يوسون لهم بالأفك حتى تزكب الفتن الأمصار و يقول المؤمن المسكن المحب لنا أني من المستضعفين وخير الناس نفسه والذي يسكن قريباً من بيت المقدس طالباً لثار الأنبياء معاشر الناس : لا يستوي الظالم و المظلوم و لا الجاهل و العالم و الباطل و لا العدل ولا الجور إلا وان له شرايع معلومه غير مجهولة و لا يكون نبي إلا و له أهل بيت ولا يعيش أهل بيت نبي إلا ولهم أضدا يدون إطفاء نورهم و نحن أهل بيت نبيكم ألا وان دعوكم إلى سبنا فسبونا وأن دعوكم إلى شتمنا فاشتمونا وان دعوكم إلى اللعان فألعنونا وأن دعوكم البرائة منافلا تتبرؤا منام ومدوا أعناقكم السيوف و احفضوا يقينكم فأنه من تبرء منا بقلبه تبرء الله منه و رسوله ألا و أنه لا يلحقنا سباً و لا شتماً و لا لعناً ثم قال (ع):فيا ويل لمساكين هذه الأمة وهم شيعتنا ومحبينا و هم عند الناس كفار و عند الله إبرار وعند الناس كاذبين و عند الله صادقين وعند الناس ظالمين و عند الله مظلومين و عند الناس جائرين و عند الله عادلين و عند الناس خاسرين و عند الله رابحين فازوا و الله بالأيمان وخسر المنافقين ومعاشر الناس إنما وليكم الله و رسول و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون " .معاشر الناس :كأتي بطائفة منهم يقولون أن علي بن أبي طالب يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيي الموت ويميت الأحياء وهو على كل شيء قدير كذبوا ورب الكعبة أيها الناس : قولوا فيناما شئتم واجعلونا مربوبين الا وإنكم ستختلفون وتتفرقون الا وان أول السنين إذا انقضت سنة مائه وثلاثون وستون منه توقعوا أول الفتن فأنها نازلة عليكم ثم تأتيكم في عقبها الدهماء تدعم الفتن قيها بالغزو وتغزوا بأهلها والسقطة وتسقط الأولاد من بطون أمهاتكم والكسحاء تكسح فيها الناس من القحط والمحن والفتناء تفتتن بها من أهل الأرض والنازحة تنزحة بأهلها إلى الظلم والغمراء تغمر قيها الظلم والمنفية تنفي منهم الأيمان والكراه تكر عليهم الخيل من كل جهة والبرشاء تخرج فيها الابرش من خراسان والسوء لا يخرج فيها ملك الى جزائر البحر ببرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه ثم تخرج بعد ذلك العرب و يخرج صاحب علم اسود على البصرة فتقتصد الفتيان إلى الشام ثم العناء عنت الخيل بأعنتها في ديار البصرة والطخياء تطخت الأقوات من كل مكان والفاتنة تفتن أهل العرق والمرجاء تمرج الناس إلى اليمن والسكتاء تكست الفتن بالشام والحدواء تحدر الفتن إلى الجريرة المعروفة (أوال) قيال البحرين و الطموح تطمح الفتن في خراسان و الجوراء تجير الفتن بأرض الخط و الطولا تطول الخيل على الشام والمنزلة تنزل الفتن بأرض العراق المتصلة تتصل الفتن إلى ارض الروم والمخرية تهمج الأكراد زور والمرملة ترمل النساء في العراق والكارمرة تكسر الخيل على أهل الجزيرة والناخرة تنحر الناس بالشام والطامحة تطمح الفتن بالبصرة والقتالة تقتل الناس على القنطرة برأس العين والمقلبة أقلبت الفتنة إلى ارض اليمن والحجاز والصروخ تصرخ أهل العرق ولا تأمن لهم والمستمعة أسمت أهل الأيمان في منامهم والساحبة سحبت الخيل في القتل إلى ارض الحجاز والأكراد يقتل فيها رجل من ولد العباس على فراشه والكرباء امانت المؤمنين بكربهم في حسراتهم والغامرة غمرت الناس بالقحط والشاملة سال النفاق في قلوبهم والغرقاء تغرق أهل الخط والحرباء تنزل القحط بأرض الخط وهجروا نواحيها حتى إن السائل يدور ويسأل فلا احد يعطيه و لا يرحمة احد والغالية تغلوا طائفة من شيعتي حتى يتخذوني رباً وأني برىْ مما يقولون والمكشاء تمكث فر بما ينادي فيها الصارخ مرتين ألا وان الملك في آل على بن أبي طالب فيكون ذلك الصوت من جبرائيل ويصرخ إبليس الا وان الملك في آل أبي سفيان فعند ذلك يخرج السفياني فيتبعه مأة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق فيقطع ما بين جلولاء وخانقين فيقتل فيها الفجفاج فيذبح الكبش ثم يخرج شعيب بن صالح من بين قصب وآجام فهو اعور المخلد فالعجب ما بين جمادى ورجب مما يحل بأرض الجزائر وعندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب النصر فيواقعه في ذلك برأس اليمن رجل اصفر اللون على رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألف صاحب محل وترجع الفتنة الف الفتنة إلى العراق وتظهر شهر زور وهي الفتنة الصماء و الداهية العظمى المسماة (بالهلهم ) .
قال الراوي : فقامت جماعة وقالوا ، يا أمير المؤمنين لنا من ابن يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته ؟ فقال (ع) : أصفه لكم مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب بوقع اثنين وعشرين وقعة وهو شيخ كبير كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاء وهم على سلامة من دينه وحسن يقينه وعلامة خروجه بينان مدينة الروم على ثلاثة من الثغور تجدد على يده ثم خرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السرادق المستولى على الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتضاف إليه رجال الزوراء وتقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق ويكون خسوف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح الحقوا بإخوانكم بشاطىء الفرات وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل منهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويرجع الباقون إلى الزوراء ثم يصح صيحة ثانية منهم كذلك فيصل الخير إلى ارض الجرائر فيقولن الحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل اصفر اللون ويسير في عصابة إلى ارض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فيتلحق به رجالها ولم يزل يدخل من بلد إلى بلد حتى يدخل مدينة حلب فيكون فيها و قعة عظيمة فيمكثون بها مأة ثم يدخل الأصفر الجزيرة و يطلب الشام فيواقعة وقعة عظيمة خمسة و عشرين يوماً و يقتل فيهما بينهم خلق كثير و يصعد جيش العراق إلى بلاد الجبل و ينحدر الأصفر يطلب الكوفة فيبقى فيها فيأتي الخبر من الشام أنه قد قطع على الحاج فعند ذلك يمنع الحاج مانية فلا يحج أحد من الشام و لا من مصر ويكون الحج من مصر ثم بعد ذلك و يصرخ صاروخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج الجيش إلى الروم في ألف سلطان و تحت كل سلطان مائة ألف مقاتل و صاحب سيف محلى و ينزلون بأرض ارجون قريب مدينة السودان ثم ينتهي إلى جيش المدنية الهالكة المعروفة بأم لثغور الذي نزلها سام بن نوح فتقع الواقعة على بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتى يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون و معه جيش عظيم فيقتل منهم مقتلة عظيمة و ترجع الفتنة إلى الزوراء فيقتل بعضهم بعضاً ثم تنتهي الفتنة فلا يبقى غير خليفتين يهلكان في يوم و أحد فيقتل أحدهما في الجانب الغربي و الآخر في الشرق فيكون ذلك فيما يسمعونه أهل الطبقة السابعة في ذلك خسف كثير و كسوف و أضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي .
قال : فقام إليه ابن يقطين و جماعة من و جوه أصحابه و قالوا يا أمير المؤمنين أنك ذكرت لنا السفياني ونريد أن تبين لنا أمره .
قال : ذكرت خروجه لكم أخر السنة الكائنة فقال : اشرح لنا فان قلوبنا قد ارتاعت حتى نكون على بصيرة من البيان ؟ فقال (ع) : علامة خروجه ثلاث راية من العرب فيا ويل لمصر و ما يحل بها منهم و راية من البحرين من جزيرة (أوال) من ارض فارس و راية من الشام فتدمر الفتنة بينهم ثم يخرج رجل من العباس فيقولون أهل العراق قد جاءكم قوم خفاف أصحاب أهواء مختلف فتضطرب أهل الشام و فلسطين و يرجعون إلى رؤساء الشام و مصر فيقولون أطلبوه ولد الملك فطلبوه ثم يوافقوه الفوطة دمشق بموضع يقال له صرقا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب و بني دهانة ويكون له بالواد اليابس عدة عديدة فيقولون له يا هذا ما يحل أن تضيع الإسلام إما ترى إلى الناس فيه من أهوال و فتن فانق الله و أخرج لنصر دينك فيقول أنا لست بصاحبكم فيقولون له الست من قريش و من أهل الملك القائم إما تغتصب لأهل بيت نبيك و ما قد نزل من الذل و الهوان منذ زمان طويل فانك ما تخرج رغباً بالأموال و رغيد العيش بل محامياً لدينك فلا يزال القوم يختلفون إليه واحدا بعد واحد فعندها يقول اذهبوا إلى خلفاء كم الذين كنتم لهم هذه المدة ثم انه يجيبهم ويخرج معهم في يوم الجمعة فيصعد منبر دمشق ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم على أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم اكرهوه ثم يخرج إلى الغوطة ولا يلج بها حتى تجتمع الناس إليه و يتلاحقون أهل الصفائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله بني كلاب فيأتون له مثل السيل السايل فيبايعون عن ذلك رجال يريدون يقاتلون رجال الملك ابن العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية الترك والعجم وهي سوداء وراية السفياني فيقتلون ببطن الازرقي قتالا شديداً فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم يقال فيه ( والله ما كان يقال عليه الا كذبا ) و الله أنهم لكاذبون ولا يعملون ما تلقه أمة محمد منه ما قالوا ذلك ولا زال يعدل فيهم حتى يسير فأول سيره إلى حمص و إن أهلها باسوه حال ثم يعبر الفرات من باب مصر وينزع الله من قلبه الرحمة و يسير إلى موضع يقال له قرية له قرية سبأ فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقى بلد إلا ويلغهم خبرة فيدخل من ذلك خوف وجزع فلا يزال يدخل بلداً بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بقرية سبأ هي أعظم وقعة يوقعها ثم يرجع إلى دمشق وقد دانت له الخلق فيجيش جيشاً إلى المشرق فيقتل بالزوراء سبعين ألفاً ويبقر ثلاثمائة امرأة حامل ويخرج الجيش إلى كوفانكم هذه فكم من باك وباكية فيقتل بها خلق كثير و إما جيش المدينة فأنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فلا يبقى منهم احد إلا وخسف الله به الأرض ويكون في اثر الجيش رجلان احدهما بشير و الأخر نذير فينظرون إلى ما نزل بهم فلا يرون إلا رؤوساً خارجة من الأرض فيقولون و ما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله وجهما إلى القهقرى فيمضي احدهما إلى المدينة و هو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالى والآخر نذير فيرجع إلى السفياني ويخبره بما أصاب الجيش قال وعند جهينة الخبر الصحيح لا نهما من جهينة بشير و نذير فيهرب قوم من أولاد رسول الله وهم أشاف بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم على درج الباب الشرقي لجامع دمشق فلا ينكر ذلك عليه احد و إن علامة ذلك تجديد الأسوار بالمدائن فقيل يا أمير المؤمنين اذكر لنا الأسوار ؟ فقال تجديد والعجوز وحران يبني عليهما سوران وعلى واسط سور البيضاء يبني عليهما وسور الكوفة يبني عليهما سوران و على شوشتر سور وعلي أرمينية سور و على الموصل سور و على همدان سور و على الرقة سور وعلى ديار يونس سور و على حمص سور و على ماردين سور و على الرقطاء سور و على المرهبة سور وعلى دير هند سور و على القلعة سور .
معاشر الناس ألا وانه إذا ظهر السفياني تكون له و قايع عظام فأول وقعة بحمص ثم بجاب ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل وهي وقعة عظيمة ثم تحتع رجال الزوراء ومن ديار يونس إلى اللخمة وتكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين ألفاً ويجري على الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل السفياني ويقتل منهم سبعين و إن فيها كنوز قارون ولها أحوال عظيمة بعد الخسف والقذف والمسح وتكون أسرع ذهاباً في الأرض من الوتد الحديد في ارض الرجف قال : و لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و فاطمة وموسى و زينب و خديجة و رقية بعضا وخنقا لآل محمد ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع له الأطفال ويغلي لهم الزيت فيقولون لهم الأطفال : إن كان آباؤنا عصوك فما ذنبنا نحن فأخذ كل من اسمه على ما ذكرت فيقتلهم في الزيت ثم يسير إلى كوفانكم فيدور فيها كما تدور الدوامة فيفعل بالأطفال ويصلب على بابها كل من اسمه حسن وحسين ثم يسير إلى المدينة فينهبها في ثلاثة أيام ويقتل فيها خلق كثير ويصلب على مساجدها كل من اسمه حسن وحسين فهند ذلك يغلي دمائهم كما غلى دم يحيى ابن زكريا فإذا رأي ذلك أيقن بالهلاك فيولى هاربا ويرجع منهزما إلى الشام فلا يرى في طريق احد يخالفه عليه فإذا دخل إلى بلدة اعتكف على الشرب الخمر والمعاصي بأمر أصحاب بذلك فيخرج السفياني ويبده حرية ويأمر بالمرآة فيدفعها إلى بعض أصحاب فيقول له : افجر بها وسط الطريق ؟ فيفعل بها ثم يبقر بطنها ويسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحدان ينكر عليه ذلك قال : فعندها تضطرب الملائكة في السموات ويأذن الله يخرج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خيره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا ( قد جاء الحق و زهق الباطل في أهل الدنيا ( قد جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) ثم انه (ع) تنفس الصعداء وجعل يقول :
بني إذا ما جاشت الترك فانتظر ولاية مهدي يقوم ويعدل
و ذل ملوك الظلم من آل هاشم و بويع منهم من يذل ويهزل
صبي من الصبيان لا رأي و لا عنده علم ولا هو يعقل
وثم يقوم القائم الحق منكم و بالحق يأتيكم وبالحق يعمل
سمي رسول الله نفسي فداؤه فلا تخذلوه يأبني وعجلوا
قال فيقول إليه جبرائيل في صيحة يا عباد لله اسمعوا ما أقول : إن هذا مهدي محمد خارج من ارض مكة فأجيبوه ؟ قال فقامت إليه الفضلاء و العلماء و وجوه أصحابه وقالوا يا أمير المؤمنين صف لنا هذا المهدي فان قلوبنا اشتاقت إلى ذكره ؟ فقال (ع) : هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر وصاحب العلامة والشامة العالم الغير معلم والمخبر بالكائنات قبل إن تعلم معاشر الناس : ألا و إن الدين فينا قد قامت حدوده واخذ علينا عهوده ألا و إن المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا و هو الشاهد العالم الحق وخليفة الله خلقه اسمه كأسم جده رسول الله ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي فنحن الكرسي واصل العلم والعمل فمحبنا هم الأخيار وولايتنا فضل الخطاب ونحن حجة الحجاب ألا و إن المهدي أحسن الناس خلقاً و خلقة ثم إذا قام تجمع إليه على عدة أهل بدر و أصحاب طالوت وهم ثلاثمائة عشر رجلا كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد لو أنهم هموا بازالة الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين وحدوا الله تعالى حق توحيده لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى قوام الليل صوام كأنما آباءهم أب واحد و أم وحدة قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة ألا واني لا عرف أسماءهم وأمصارهم .
فقاموا إليه جماعه من أصحابه وقالوا يا أمير المؤمنين : نسألك بالله ويا بن عمك رسول الله أن تسميهم بأسمائهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك فقال عليه السلام : اسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم إن أولهم من أهل البصرة وأخرهم من الا بدال فالذين من أهل البصرة رجلان اسم احدهما علي والآخر محاب ورجلان من كاشان وعبد الله وعبيد الله وثلاثة رجال من المهجة محمد وعمر و مالك ، رجل من السند عبد الرحمن ورجلان من حجز موسى وعباس ورجل من كورة إبراهيم ورجل من شيراز عبد الوهاب وثلاثة رجال من ساوة أحمد و يحيى و فلاح و ثلاثة من زين محمد و حسن و فهد و رجلان من حمير و مالك و ناصر و أربعة رجال من شبروان وهم عبد الله وصالح وجعفر و إبراهيم و رجل من عقر أحمد و رجلان من المنصورية عبد الرحمن وملاعب و أربعة من سيراف خالد و مالك وحوقل وإبراهيم و رجلان من خوي محزوز ونوح ورجل من المثقفة هارون ورجلان من الصين مقدار وهود وثلاثة رجال من الهويقين عبد السلام وفارس وكليب و رجل من الزط جعفر وستة رجال من عمان محمد و صالح و داود و هو اسب وكوس ويونس و رجل من المغارة مالك ورجلان من صنعاء يحيى و أحمد ورجل من كرمان عبد الله و أربعة رجال من الصفا جبرائيل وحمزة ويحيى وسميع و رجلان من محمد و موسى و رجل من لنجة كوثر ورجلان من صمد علي وصالح وثلاثة رجال من الطائف علي وسبا و زكريا و رجل من هجر عبد القدوس و رجلان من الخط عزيز و مبارك و خمسة رجال من جزيرة أوال و هي البحرين عامر وجعفر ونصير وبكير وليث و رجل من الكبش محمد و فهد و رجل من المجد إبراهيم و أربعة رجال من مكة عمر و إبراهيم و محمد و عبد الله و عشرة من المدينة على أسماء أهل البيت علي وحمزة و عباس و طاهر وحسن و حسين و قاسم و إبراهيم و محمد و أربعة رجال من الكوفة محمد و غياث وهود و عباب و رجل من مرو حذيفة و رجلان من نيسابور علي و مهاجر و رجلان من سمرقند علي و مجاهد وثلاثة رجال من كازرون عمر ومعمر و يونس و رجلان من الأسوس شيبان و عبد الوهاب و رجلان من تستر أحمد و هلال و رجلان من الضيف عالم و سهيل و رجل من الطائف اليمن هلال و رجلان من مرقون بشر وشعيب و ثلاثة رجال من زوعة يوسف و داوود وعبد الله و رجلان من عسكر مكرم الطيب و ميمون و رجل من واسط عقيل وثلاثة رجال من الزوراء عبد المطلب و أحمد وعبد الله و رجلان من ( سر من رأي ) عادل وعامر من ألمستهم جعفر وثلاثة رجال من سيلان و نوح و حسن وجعفر من كرخات بغداد قاسم و رجلان من النوبة واصل وفاضل و ثمانية منه قزوين هارون و عبد الله وجعفر وصالح و عمر و ليث وعلي و محمد و رجل من بلخ حسن و رجل من مراغة صدقة و رجل من قم يعقوب و أربعة و عشرون من بالطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله (ص) فقال أني أخد بالطالقان كنزاً ليس من ذهب و لا فضة فهم هؤلاء كثرهم الله فيها وهم صالح وجعفر ويحيى وهود و فالح و داوود و جميل وفضيل و عسى و جابر و خالد و علوان و أيوب و ملاعب و عمر و عبد العزيز و لقمان و قبضة و مهاجر وعبدون و عبد الله و عبد الحمن و علي و رجل من سحار أبان و رجلين من سرخس ناحية و حفص و رجل من القادسية حصين و رجل من الدورق عبد الغفور و ستة رجال من الحبشة إبراهيم وعيسى و محمد و حمدان و سالم و رجلان من الموصل هارون و فهد و رجل من البلقان صادق و رجلان من نصيبين أحمد و علي و رجل من سنجار محمد و رجلان من خراسان نكية و مسنون و رجلان من أرمينية أحمد و حسين و رجل من أصفهان يونس و رجل من ماهان حسين و رجل من الري مجمع ورجل من دنيا شعيب و رجل من سلمان هارون و رجل من بليس محمد و رجل من الكرد عون و رجل من الجيش كثير و رجلان من الخلاط محمد وجعفر و رجل من النوايا عمير و رجلان من البيضاء سعد و سعيد و ثلاثة رجال من الضيعة زيد و علي و موسى و رجل من الأوس محمد و رجال من إنطاكية عبد الرحمن و رجلان من حلب صبيح و محمد و رجل من حمص جعفر و رجلان من دمشق داوود و عبد الرحمن و رجلان من الرملة طليق وموسى وثلاثة رجال من بيت المقدس بشر و داوود و عمران وخمسة رجال من عسفان محمد و يوسف وعمر و فهد و هارون و رجل من عنزة عمير و رجلان من عكة مروان وسعد و رجل من طرفة فرح و رجل من طيرية فليح و رجل البلسان عبد الوارث و أربعة رجال من الفسطاط من فرعون أحمد و عبد الله ويونس وظاهر ورجل من بلس نصير و أربعة رجال من الإسكندرية حسن ومحسن و شبيل و شيبان و خمسة رجال من جبل اللكام عبد الله وقادم و بحر و طالوت و ثلاثة رجال السادة صليب و سعدان وشيب و رجلان من الإفرنج علي و أحمد و رجلان من اليمامة ظافر و جميل و أربعة عشر رجل من المعادة سويد و أحمد و محمد و حسن و يعقوب و حسين و عبد الله و عبد القديم و نعيم و علي و حيان وتغلب و كثير و رجل من مالطة معشر وعشرة رجال من عبادان حمزة و شيبان و قاسم وجعفر و عمر و عامر و عبد المهين و عبد الوهاب و أربعة عشر رجل من اليمن خبير و حريش و مالك وكعب و أحمد و شيبان و عامر وعمار و فهد وعاصم و حريش و كلثم و جابر و محمد و رجلان من بدو مصر عجلان و دراج و ثلاثة رجال من بدو عكيل منبة وضابط و عريان و رجل من بدو عنترة عمير و رجل من بدو شيبان مهراش و رجل من تميم ريان و رجل من قسين جابر و رجل من كلاب مطر و ثلاثة رجال من موالي أهل البيت عبد الله ومخنف وبراك و أربعة رجال من موالي الأنبياء صباح و صياح و ميمون و هود و رجلان مملو كان عبد الله و ناصح و رجلان من الحلة محمد وعلي وثلاثة رجال من كربلاء حسين وحسين و حسن و رجلان من النجف جعفر وحمد ستة رجال الابدال كلهم أسماءهم عبد الله . فقال علي (ع) : إن هؤلاء يجتمعون من مطلع الشمس و مغربها سهلها و جبلها يجممهم الله تعالى في أقل من نصف ليلة فيأتون إلى مكة فلا يعرفهم أهل مكة فيقولون كبستنا أصحاب السفياني فإذا تجلى لهم الصبح يرونهم طائفين و قائمين و مصلين فينكرونهم أهل مكة . ثم أنهم يمضون إلى المهدي وهو مختف تحت المنارة فيقولون له : أنت الهدي ؟ فيقول لهم : نعم يا أنصاري ثم أنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته ؟ فيمضي إلى المدنية فيخبرهم إنه لا حق بقبر جده رسول الله فيلحقونه بالمدنية فإذا أحسن بهم يرجع إلى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ثم يترائى لهم بعد ذلك بين الصفاء و المروة فيقول : أني لست قاطعاً أمراً حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئاً ولكم على عثمان ثمان خصال ؟ فقالوا سمعنا واطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يا ابن رسول الله ؟ فيخرج إلى الصفا فيخرجون معه . فيقول : أبايعكم على أن لا تولوا مدبراً و لا تسرقوا و لا تزنوا و لا تفعلوا محرما و لا تأتوا فاحشة و لا تضربون أحداً الا بحق و لا تكنزوا ذهباً و لا فضة و لا بر و شعيراً تخرجوا مسجد و لا تشهدوا زوراً و لا تقبحوا على مؤمن و لا تأكلوا رباً و أن تصبروا على السراء والضراء وتلعنوا موحداً ة لا تشربوا مسكراً و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج و لا تتبعوا هزيماً و لا تسفكوا دماً حراماً و تغدروا بمسلم و لا تبقوا على كافر و لا منافق و لا تلبسوا الخز من الثياب وتتوسدوا التراب وتكرهوا الفاحشة وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فلكم على إن اتخذ صباحاً سواكم و لا البس إلا مثل ما تلبسون إلا آكل إلا مثل ما تأكلون و لا اركب كما تركبون و لا أكون إلا حيث تكونون وامشي حيث تمشون و أرضى بالقليل و املأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما و جوراً ونعبد الله حق عبادته وأوف لكم أوفوا لي فقالوا : رضينا و بأيعنياك على ذلك فيصافحهم رجلا رجلا . ثم إنه بهد ذلك يظهر بين الناس فيخضع له العباد و تنقاد له البلاد و يكون الخضر دبيب دولته و همدان وزراءه و خولان جنوده و حمير أعوا