مذنب هارتلي يقترب من الأرض
أوضح الباحث الفلكي : حسن الصبار - مدير مرصد الصبار بالعراق - في بيان له ، تلقت الوكالة العربية لأخبار الفلك و الفضاء نسخة منه بان مذنبا سيقترب من الأرض في 22/10/2010 يسمى مذنب هارتلي2 . وستكون المسافة بينه وبين الأرض 16 مليون كم ،أي ما يعادل عشر المسافة بين الأرض والشمس تقريبا .
وقد اكتشف هذا المذنب في عام 1985 من قبل الفلكي مالكولم هارتلي باستخدام تلسكوب نوع شميت الموجود في استراليا والذي يبلغ قطر مرآته 1.25 متر وكان اكتشافه عن طريق المصادفة عندما كان يراقب السماء ويصور النجوم في منتصف شهر آذار ظهر في الصور جرم خافت من القدرة 17 وله ذيل مضيء وبعد يومين اخذ صورة أخرى وجد نفس الجرم ولكن تحرك عن موضعه السابق ثم اخذ صورة ثالثة بعد ثلاث أيام فوجده أيضا وقد ابتعد عن مكانه الأول فتأكد من أن الجرم الذي اكتشفه هو مذنب فأرسل اكتشافه هذا إلى المكتب المركزي للبرقيات الفلكية فسجل المذنب باسمه وسمي مذنب هارتلي2.
وقد أجريت دراسات عديدة لمدار هذا المذنب للتأكد من انه لا يشكل خطر على الأرض او قد يصطدم بها أثناء دورانه حو الشمس ومن خلال الدراسات وحساب مدار هذا المذنب وجد أن مداره أهليجي غير مستقر لا أثناء اقترابه من الشمس في نقطة الحضيض ولا في ابتعاده عنها عند نقطة الأوج ولا حتى في فترة الدوران والسبب يعود لكوكب المشتري ،إذ يعتبر مذنب هارتلي2 من المذنبات قصيرة الأمد ، ويصنف من عائلة مذنبات كوكب المشتري حيث تدور هذه المذنبات في مدارات اهليجية تكون الشمس في نقطة حضيض المذنب وأما نقطة أوجه فتكون قريبة من مدار كوكب المشتري .
فوجد ان المذنب عندما اقترب من كوكب المشتري في 28 نيسان سنة 1971 تغيرت مسافة الحضيض (اقرب نقطة للشمس) من 1.62 إلى 0.90 وحدة فلكية ومدة دورانه حول الشمس من 7.92 إلى 6.12 سنة
وقد حدث تغير آخر عند اقترب المذنب من كوكب المشتري في بداية شهر تشرين الثاني سنة 1982 مما أدى إلى زيادة مسافة الحضيض من 0.90 إلى 0.95 وحدة فلكية وتغير مدة الدوران من 6.12 إلى 6.26 سنة .
إن هذه التغيرات التي تطرأ على حركة هذا المذنب تلزم العلماء على متابعته المستمرة خوفا من أن يتخذ مدار تصادمي مع الأرض ، وخصوصا ان الاقتراب الذي سيحدث في نهاية الشهر العاشر من هذه السنة سيكون المذنب اقرب من كوكب الزهرة إلى الأرض
وسيتمكن سكان الكرة الأرضية من مشاهدته بالعين لمجردة في أواخر شهر تشرين الاول من هذا العام على شكل نجم خافت من القدر الخامس ولونه ازرق مخضر وسيكون بين مجموعة " ممسك الأعنة " و "برج الجوزاء" او ( التوأمين ) ويفضل مشاهدته باستخدام الدوربيل او الناظور المزدوج ، في أماكن خارج المدن ، بعيدا عن التلوث الضوئي ، وأما حاليا فيمكن مشاهدته فقط باستخدام التلسكوب ، وهو بقرب النجم ألفا ذات الكرسي، ومن ثم سينتقل إلى مجموعة برشاوس ، ثم بالقرب من نجم العيوق في مجموعة ممسك الاعنة .
ولم يظهر المذنب بمثل هذا الوضوح من خلال زياراته السابقة في عام 1985 و 1991 و 1997 و2004
وفي وقت سابق (سنة 2005) أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مركبة فضائية تسما الاصطدام العميق The Deep Impact لدراسة المذنب تمبل 1 الذي كان قريب من الأرض في تلك السنة ضمن مشروع يسمى ايبوكسي EPOXI لدراسة هذه الأجرام الموجودة في المجموعة الشمسية ، وكان الهدف الثاني لهذه المركبة هو الاقتراب من مذنب هارتلي2 مابين شهر أيلول الى تشرين الثاني من سنة 2010 حيث زودت المركبة الفضائية بتلسكوبين وكاميرا ملونة ، إضافة الى أجهزة تصوير بالأشعة تحت الحمراء ، وجهاز تحليل الطيف ، كل ذلك لدراسة مكونات وتركيب نواة هذا المذنب ، البالغ قطرها مابين 1.2 إلى 1.6 كم وذنبه الذي يمتد ألاف الكيلومترات ، وستقترب المركبة من المذنب إلى مسافة 1000 كم وذلك في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام ، لتقوم بمهمتها والتقاط صور قريبة واضحة للمذنب.
والمذنبات هي عبارة عن أجرام سماوية تتكون من نواة من الثلوج والجليد من مختلف المواد مثل الماء والامونيا والميثان والغبار وكذلك بعض الصخور بأحجام مختلفة مابين حبة البازلاء الى مئات الأمتار وحسب حجم المذنب وعند اقتراب المذنب من الشمس يبدأ الجليد بالتبخر مكون هالة حول النواة تسمى الذؤابة وكلما اقترب أكثر يتكون له ذنب من هذه الأبخرة المتطايرة من النواة تدفعه الرياح الشمسية بعيدا عن اتجاه الشمس وأحيانا يكون له ذنبان واحد من الغبار وشكله منحني والأخر من الغازات المتبخرة ويكون شكله مستقيم وقد يصل طول الذيل في بعض المذنبات الكبيرة الى ملايين الكيلومترات .
ويعتقد بعض العلماء ان الحياة على الأرض جاءت بذرتها من احد هذه المذنبات وكذلك الماء على الأرض يعتقد ان مذنب ضخم يحوي على الكثير من الجليد قد اصطدم بالأرض في بداية نشوئها.
وان المذنب هارتلي2 ليس له علاقة بأي أحداث تخص عام 2012 وكذلك ليس له تأثير على مناخ الكرة الأرضية ، ورغم ان الفكرة السائدة عند عامة الناس ان المذنبات تجلب النحس وهذه الفكرة غير مثبته علميا.
المَصَدر
الوَكَاْلة العَربيَّة لأخبار الفلكـ والفَضَاءْ..