بداية "حلوة" للحياة على الأرض
أترى الحياة قدمت إلى كوكبنا مع هذه الكرات الملتهبة؟
د. ديفيد وايتهاوس-بي بي سي نيوز أونلاين
ربما بدأت الحياة في كوكبنا على مذاق حلو قادم من الفضاء الخارجي.
ويبني العلماء هذا الطرح على عينات من السكر اكتشفوها داخل نيزكين يعود تاريخ سقوطهما على الأرض إلى مليارات السنين.
ويقول باحثون من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في مقال منشور في مجلة نيتشر العلمية، إن دراستهم للنيزكين كشفت عن وجود جملة من المواد العضوية المسماة (بوليولز)، وهي التسمية العلمية لأنواع السكر.
ويسمى النيزكان اللذان عثر فيهما على المكونات السكرية (مورتشيسون) و(موراي)، ويعتقد أنهما من بقايا جسم أكبر حجما.
هيكل الحياة
وقد عثر الباحثون على (مورتشيسون) في أستراليا عام 1969، بينما استخرج (موراي) من عمق صخرة رملية في كندا يعود تاريخ نشوئها إلى نحو مئة مليون سنة.
ويرجح العلماء أن النيزكين من بقايا أجسام أكبر حجما وأقدم عمرا، كانت تشكل حزام نيازك امتد بين مداري المريخ والمشتري.
شذرات من السكر وجدت في نيزك مورتشيسون
وأظهرت التحاليل التي أجريت على نيزك مورتشيسون أنه يحوي اكثر من تسعين نوعا من الاحماض الأمينية.
ويشار إلى أن النيازك تحوي عددا من المكونات الكربونية الأصل كالأحماض الأمينية، التي يمكن أن تتحول إلى المركبات التي تقوم عليها أشكال الحياة البدائية.
غير أنه لم يسبق من قبل العثور على أدلة قاطعة تفيد بأن السكر -وهو أساسي للحياة- موجود في النيازك.
ويعود تاريخ ظهور مزاعم عن وجود السكر على النيازك إلى عام 1962، لكن الشكوك كانت تحوم حول احتمال أن يكون السكر ناجما عن الاحتكاك بمواد أرضية.
غير أن باحثي (ناسا) يقولون إن أسلوب الرصد الذي اتبعوه "دقيق نسبيا"، مضيفين أنه بالرغم من أن السكر موجود بشكل اعتيادي على الأرض، فإنهم لاحظوا وجود أنواع نادرة من هذه المادة على كوكبنا.
خطوات أولية
ويقول مارك سيفتون، وهو من الجامعة البريطانية المفتوحة، إن المواد السكرية "ضرورية للحياة لأنها توفر هيكل المواد الكربونية للجزيئات".
ولعل أكبر مثال على ذلك هو سكريات الحمض النووي (دي ان أيه) التي توفر جزءا من العمود الفقري لـ"جزيئات الحياة".
ويمكن أن يُفهم من وجود الأحماض الأمينية أن الحياة على الأرض ربما "استمدت بذورها" من مكونات عضوية قادمة من الفضاء الخارجي.
وهكذا فإنه يمكن أن يستشف من العثور على آثار جزيئات سكرية في النيزكين، أن مكونا آخر من مكونات الحياة ربما جاء من خارج الكوكب أيضا.
ومن المحتمل أن تكون شذرات السكر قد تكونت قبل ظهور النظام الشمسي، وذلك نتيجة تأثير ضوء النجوم على الجزيئات العالقة في حبات باردة من الغبار المتنقل بين النجوم.
وبعد نشوء النظام الشمسي، ربما يكون السكر قد أصبح جزءا من الأجسام الصغرى -ومن بينها الأجرام السماوية- التي تكونت في الأطراف الباردة والنائية من هذا النظام.
ومن المحتمل أن تكون الشظايا قد سقطت على الأرض بعد انفجار النيازك، وأطلقت جزيئاتها المشكِّلة للحياة.
ويقول مارك سيفتون إن النتائج المحصل عليها أخيرا تشير إلى الكيفية التي تم بها استخلاص "الخطوات الكيماوية الأولية نحو حلاوة الحياة".
منقول للفائده