نظرية جديدة حول تكون الحياة
مسبار جناسس في مهمة طويلة لجمع بعض المعلومات
يقول علماء في الفيزياء الفلكية، في نظرية جديدة من نظرياتهم، إن جزيئات كانت تسبح بين أجرام كونية وحولها ربما تحولت إلى كتل بنيوية دبت فيها الحياة تدريجيا بتأثير رياح الشمس، لتقع بعد ذلك على سطح الأرض في شكل ذرات غبار كوني
وأظهر فريق بولندي من هؤلاء المختصين، في تجربة مختبرية، أن جزيئات بيولوجية يمكن أن تتشكل عندما يشحن الغبار الكوني بحزمة كبيرة من الضوء ذات طاقة عالية
إلا أن علماء آخرين يشككون في هذه النظرية التي تميل إلى احتمال أن تكون الحياة كما نعرفها قد وصلت إلى الأرض من الفضاء الخارجي الموغل في البعد
سؤال مفتوح
يشار إلى أن آلاف الأطنان من الغبار الكوني تدخل الغلاف الجوي من الفضاء الخارجي كل عام
ويقول فريق العلماء صاحب التجربة من جامعة ياجيلونيان البولندية إنه من المرجح أن يكون أصل الحياة في أشكالها البدائية قد بدأ في الفضاء الخارجي ووصل إلى الأرض من هناك غبارا، وليس عن طريق اصطدام نيزك أو جرم عملاق بكوكب الأرض، حسب نظريات أخرى
ويضيف الفريق، في سياق طرح نظريته، أن الاحتمال الأوفر أن يكون الغبار قد دخل إلى الغلاف الجوي دون أن يتعرض إلى الاحتراق، في حين يمكن أن تتعرض اشكال أكثر تعقيدا للحياة إلى الاحتراق عند اصطدامها بغلاف الأرض محمولة على متن جرم أو نيزك
إلا أن البروفيسور لوبومير جابلا من الفريق المختص في تلك الجامعة يقول، في تصريح لبي بي سي أونلاين، إن التساؤل حول كيفية تكون الحياة على الأرض كما نعرفها يظل تساؤلا مفتوحا في انتظار الاجابة عليه، لكن المعتقد أن أشكال الحياة الأولى بدأت في غاية البساطة وتطورت وتعقدت لتصبح فيما بعد كائنات حية متطورة
ويقول مارك بورشل من مختبر الفيزياء الحيوية من جامعة كنت في مدينة كانتبري البريطانية إن نظريات نشوء الحياة من الفضاء الخارجي تقرب العلماء مسافة أكثر للإجابة على السؤال المحير حول أصل الحياة على الأرض
لكنه يقول أيضا، لبي بي سي أونلاين، إن المشكلة تكمن في أن عالم الفيزياء وغيره يستطيع في غالب الأحيان أن يفعل ما يشاء على طاولة المختبر، ويبقى السؤال قائما: هل يمكن أن يحدث ما يحدث في المختبر على الأرض بالفعل
مسبار جناسس
يذكر أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كانت قد أطلقت قبل أسبوعين مسبار جناسس الذي لا يحمل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد لجمع الرياح الشمسية والغبار الكوني
ومن المنتظر أن يتوغل المسبار باتجاه الشمس لمسافة مليون ميل، أو نحو مليون وستمئة ألف كيلومتر، حيث سيفتح نافذة خاصة لجمع ما يمكن جمعه من الغبار الكوني ومكونات رياح الشمس
ومن المقرر أن تغلق النافذة بعد ثلاثة أعوام لتعود المركبة إلى الأرض حاملة معها نحو عشرين ملجرام من رياح الشمس
ويقدر وزن الغبار الكوني الواصل إلى الأرض من كواكب ونجوم بعيدة بنحو ثلاثة آلاف طن كل عام